الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

الجدارية " موعدنا هناك " الجزء الثاني





1-

أيلول ؛ يعود كما يشتهي

ذاك العطر النرجسي من ماضٍ

 تمتزج ذكراه بأرصفة الشتاء القادم

ليلةٌ طويلة هي قصيدة هذا المساء

فيها تناثرت الكلمات على ضوء سيجارٌ أمريكي

و أنا حتى مطلعِ الفجر كاهنٌ

أمارس طقوسي الخريفية بترانيم فيروز و قصائد درويش


 و أرتل ما أشتهي في عبق الحنين المسافر من حضرة الفراغ


 ليالٌ طويلة كهذا الليل

ما زلت أختلى بها إلى نفسي

و أنا سيد نفسي أخط ما أشتهي

 
و أنا ذاك العنوان و القصيدة

 
و أنا ولادةٌ قيصرية تكبر بكراسة البنفسج

لا جديد فيها غير القلم و مضي الايام




2-


فجرٌ صاخب بكوماتٍِ من الذكريات

 
أحاول به إستجماع قواي؛ 

لأعيد الكتابةِ بفرحٍ خريفي لقدومه أشتهي

لكنه أيلول..!!

 يأتي بنا ليحمل في طياته أجمل الذكريات و يرحل

هي الأيام وهي من أرادت


آهٌ يا فرح 


لو أننا نستطيع الأتفاق مع القدرِ

أن نبقي أنا و أنت و أحبتي دون أى مسافات

لكنها الحياة .. لها ما تشاء و كيفما تشاء

كسحابةٍ جافة في شتاءٍ ممطر

 



3 -

ساعاتُ الليل

تخلو الشوارع والأرصفة

ليست إلا أضواء الشارع الساهرة برفقة السماء

هدوء لا متناهي يزين قدوم الخريف

فمن منا حاول العبث بنرجسية هذا الهدوء ؟!

إثارةٌ مجنونة لا تخلو من صدق المشاعر

في هذا المساء المتيم بسرمدية الحياة

أنا هناك

 سرمديٌ لا ينتهي 

من هذا الهدوء أولد أكثر من مرة 

كاتباً و متأملاً و عاشقاً و وحيداً إن أردت ذلك

 
فكلها ولادةٌ و أنا بما اشتهي سأكون

وهناك أنا المشتاق لأمٍ و أبٍ هما قُدس حياة

ومن الفؤاد حنين لأكثر من أختٍ و أخين هما أغلى ما أملك

 لا أعرف شيئاً غير أني أحبهم




4 -

هناك أنا

منذ صغري

أفعل ما أشاء سراً

أحاول إسعاد أحدهم

أجسد أجمل الأمنيات لأحدهم

اقترف الذنوب لأجل إرضائهم 

وما همني يوم حسابي

فما أريد من الوجود

أن أرتوي بحبهم و ابتسامتهم

فأعطني كل القوة لما أفعل إلهي

فهم ممن حولي ،، وهم أحبتي

 



5 -

صفصافة أيلول المتساقطة

ربما المكان لا يوحدنا

 
وربما الزمان لا يجمعنا

لكن ..!!

 هناك بعضٌ من ذكرياتٍ توحدنا وتجمعنا

ذكريات حبنا اللامكاني

و ذكرانا بأجملِ الأيام اللازماني

سيتلاشي صوت الطائرة يوماً ما بعودتكم أحبتي 

سنجتمع يوماً على أجمل فرح 

و سينتهي دور الكاهن الليلي

و سيكون الشتاء أجمل ما أنتظر قدومه




6 -


موعدنا هناك

فنجان قهوة في صباح صيفٍ مشرق

يتغلل في النفس و في أجمل الذكريات

وقصيدةٌ سرمدية  

سأنثرها في شتاءٍ نرجسي

يجمعنا في حروفها ربيعٌ قرنفلي

و ستكبر فينا ذكريات الزمن الماضي


و يبقي موعدنا هناك .. أجمل حب 




كتابة :حسين عطية
22\9\2012
04:14am



السبت، 15 سبتمبر 2012

قـصـيـدة " جــداريــــة "




1-


في هذا المساء المدجج بالذكريات 

أنتظر موت الروحِ ، وخيانة ذاكرة الجسدِ


كأنها ولادتي تتكرر يوماً بعد يوم


فما أريد من هذا الليل


 أن أحيا كما أريد


و أن أكتفي بولادةٍ واحدة من أمي


في هذا المساء 


سأعيد ترتيب الحاضر الآتي 


لعلي ألتقي بما أشتهي وصله


فمن أنا ؟ 


سؤالي و سؤال الآخرين 


و من أنا ؟


أجابةٌ !! أنا دون غيري أتحدث لغتها


2-

بلا خجل تتعرى الكلمات مني


لا حياءً من محتشمة

لا عظةً من شيخ


الحكاياتُ حكاياتي


ليست لإلهٍ


ليست لرسولٍ


ليست لبشرٍ




فما أسامره بليلٍ مموج باللازورد و رائحة القرنفل


سماءٌ تتراقص على ألف نجم


فجرٌ يبتسم مع شروق كل شمس


غروب يأتي مع لعنة كل ليل

أما أنا في رحلةٍ رفق هدوء البحر


كاتبٌ للقصائد


ملحنٌ لنسيمٍ عابر


عن عينيّ يغيب النوم

وكيف لي أن أحتضن فراشي



و الليل ما زال حاضراً 

كجسد أنثى ألتحفه ساهراً حتى الفجر


3-


ولادةٌ ذكرية 


آخر الليل و الصمت طفليها 


إحداهما بدايات العشرينات من تموز تكوينه


و الأخرى ؛ عذراءُ تُقلبه في فكرها و ربما قلبها


و أنا أحب الحياة و ربما أحب ؟!


مختصراً الكاف ،  الحيرة و الضياع


التي قد تكون لأنثى تعلم من هي !


وربما قد تكون خطأ في القصيدة !


و أنا أعلم بأنها قارئتي الجيدة 


و أنها كل حرفٍ من كل قصيدة !


فيا ليتها تدرك كم أحبها و كم أشتهي وصلها


وكم يقتلني بُعد المكان عنها

وكم كانت هي القاسية بكلامها و بحرماني ثقتها



و الآن هي الحاضر الغائب 


كأن الوداع مبتغانا منذ البداية



4 -



   هذا المساء المُثقل بالذكريات
 يدق الخريف سولجان قدومها

 والربيع ! بترانيم فيروز الحزينة يستعجل الرحيل

و أنت ماضٍ لوحدكِ يا غريب


حياةٌ كاللاشيء ، كاللاحب ، كالغروب مميتة 

كأحلامنا المتناحرة في العدم

ككل أملٍ أصبح خيبةٌ


فرحيلٌ للأبديةُ

هذا ما أتمناه لجسدٍ يسكنه التناقض 

فكثيراً حاولنا الإنفجار بالفرح يا درويش


لكنها الأحزان على غفلةٍ تسرق كل أفراحنا

فحياةٌ كالجنة 

فقط لمن استطاع إليها سبيلاً

فكم كانت مُتناقضة تلك الأمنيات

تَصحبنا من ليلها حتى فجرها بالأمل

و تعود لتخذلنا من صحونا حتى نومنا


5 -

من هذا المساء


رؤيتي تتجه صوب الحاضر


بانتظار الشتاء


على موعد هناك 


برفقة أحدهما إن شاء القدر 


فاليوم، أنا الحاضر من رحيل الأيام الخوالي


بعيداً عن من يتمنون نهايتي ، 


فما أعظمك يا إلهاً كل الصفات تجتمع فيك




من هذا المساء 


سأعلن نفسي أمام نفسي 


 سأمنح الثقة لإلهٍ أصلّي له 


سأعتزل الماضي فهو الخاسر الوحيد 




  سأحلم و أكبر على ما أريد




الكاتب : hussein kathem ateya

بتاريخ : Sep 11 , 2012

الوقت : 03:40 am



الخميس، 6 سبتمبر 2012

غـريـبٌ فـي وطـنـي



الصورة تعبيرية من رسمي


يسألونني عن موطني

و أنا كالغريبِ في بلادِ العشقِ المقدس

يعاتبونني عن ماهية حريتي

و أنا لا أعلم متى تطير

و أين تحط حمامة السلام

فبلادٍ كل الأشياء فيها على الإسفلتِ

 تحترق معها كل الأحلامِ وكل الأشياءِِ

و ينتقدونني الحمقى في بلادٍ أجهلها

وأنا السيدُ و العبدُ والثائرُ المتحرر و المارُ في أرصفة الشوارعِ

و أنا لا شيء آخر غير "غريبٍ في وطني "

فتائهاً أسير شوارع بلد

 متجولاً أتسكع حوانيت مُدن

 بعيدٌ بسكناي ، أقيم على حدودِ الوطن

و أنا أفعل ما أريد أن أفعل

أصلي ، أكفر ، أصرخ ، أشتم ، أحلم،استيقظُ ، أشرب الخمر على باب كنيسة ، وأرحل و أبتعد و أعود لأجل أن أتمرد ، وحين يُسكرني الخمر؛ يولد الفراغ ! و افعل ما افعل عساني أكون إلهاً بحجم أحلامي ،،

فأنا في بلادٍ ليست ككل البلادِ

فاسترح يا غريب ولا تخف

فالماء لهم و كأس الفودكا لك

فأنت لك ما ليس لهم

فيا ليتهم يفهمون بأنهم لا يفهمون

و أنا لا شيء آخر غير أني

أحب بلادي، و أكره المواطنين المتسلقين فيها




 كتابة : adv. hussein k ateya
Thursday , Sep 6,2012
10:35 pm